في أحدث استفزاز للسلطات الشرعية في فنزويلا وعلى خلفية ما أسمته الدول الحليفة لأمريكا على أنه "تقديم مساعدات" تدعي أنها غذائية الى فنزويلا، قتل شخصان بشكل غامض في بلدة حدودية.
وحسبما أفادت وكالة رويترز، نقلًا عن طبيب محلي، قال إن شخصين قتلا يوم السبت في بلدة سانتا إيلينا دي أورين الفنزويلية الواقعة عند الحدود مع البرازيل، فيما قالت الوكالة إنه يرجح أنهما قتلا في اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات الأمن الفنزويلية على خلفية خطة المعارضة لإدخال مساعدات من البرازيل.
وكان النائب بالبرلمان الفنزويلي ميخيل بيزارو للصحفيين في كراكاس إن شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبرت من البرازيل إلى داخل فنزويلا ظهر أمس السبت. رغم أن السلطات الفنزويلية منعت دخولها واستوقفتها للتفتيش.
وتخشى فنزويلا أن تقوم الولايات المتحدة وحلفائها بتسليح قوات المعارضة داخل البلاد لاستغلال الأزمة الاقتصادية في هذا البلد الاشتراكي وتحويلها الى نزاع مسلح يهدف للإطاحة بالرئيس الشرعي للبلاد نيكولاس مادورو.
وكانت الناطقة بلسان الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد حذرت قبل أيام من مخططات واشنطن وقالت: "واشنطن تحضر استفزازا وتقوم بذلك وفق جميع قواعد العلوم العسكرية". قبل ان تضيف "حيث لوحظ نقل قوات خاصة أمريكية وآليات إلى الأراضي المجاورة للدولة الفنزويلية".
وتفاقمت الأزمة السياسية في فنزويلا وتصاعدت المظاهرات، خاصة بعد إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، نفسه رئيسا للبلاد لفترة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية جديدة. فيما سارعت الولايات المتحدة للاعتراف به مطالبة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعدم استخدام العنف ضد المعارضة. ومن جانبه أعلن مادورو أنه هو الرئيس الشرعي للبلاد، واصفاً رئيس البرلمان والمعارضة "بدمية في يد الولايات المتحدة".
صورة من المواجهات الحدودية
* جيش فنزويلا يطلق قنابل الغاز خلال اشتباكات عند الحدود
وتتضح معالم المؤامرة على فنزويلا من مصادرها نفسها، بحيث أظهر تسجيل فيديو لكاميرا أمنية أرسله مصدر بالحكومة الكولومبية السبت لوكالات الأنباء الدولية أن الجيش الفنزويلي استخدم وسائل تفريق المظاهرات المتبعة بينها الغاز المسيل للدموع ضد معارضين عملوا على تفريغ شحنات وصلت من كولومبيا، وعبرت جسر "فرانسيسكو دي باولا" على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا قبل أن تقوم السلطات الفنزويلية بتفتيشها.
والجسر الواقع قرب بلدة أورينا الفنزويلية هو واحد من ثلاثة ممرات يأمل زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو في استخدامها لنقل مساعدات غذائية وأدوية مطلوبة بشدة في البلاد. وكانت قد أرسلت كولومبيا قافلة من الشاحنات محملة بما أسمته المعارضة على أنه مساعدات انسانية، لتصل الى فنزويلا التي تعاني أزمة اقتصادية، ورفضت الرئاسة الفنزويلية السماح لها بالعبور دون تفتيش.
وفي تصريحات من الجانب الكولومبي للحدود، دعا زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو ، وحليفه الرئيس الكولومبي ايفان دوكي، الجنود إلى السماح للقافلة بعبور الحدود دون قيض أو شرط، محملين مادورو مسؤولية أعمال العنف التي بادر اليها مناصريهم في الجانب الآخر من الحدود.
* فنزويلا تقطع علاقاتها بكولومبيا حليفة غوايدو
يُذكر أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن أمس السبت قطع العلاقات بين فنزويلا و كولومبيا وطرد بعض الدبلوماسيين الكولومبيين على خلفية "المساعدات" التي أرسلتها كولومبيا لفنزويلا.
وقال مادورو في خطاب "لقد نفد الصبر، لا أستطيع أن أتحمل الأمر بعد الآن. لا يمكننا الاستمرار في تحمل استخدام الأراضي الكولومبية في الهجمات على فنزويلا. ولهذا السبب، قررت قطع كل العلاقات السياسية والدبلوماسية مع حكومة كولومبيا الفاشية".
وأضاف أن السفير والموظفين القنصليين عليهم مغادرة فنزويلا في غضون 24 ساعة.
تصوير: رويترز